الأربعاء، سبتمبر 08، 2010

سبعةَ عشرةَ عاماً مرّوا ..

ليوم أقتنص الفرصة لأفعل شيء أتهرب من فعله عندما تراودني ضرورة انجازه ، أتهرب من أن أجلس لوحدي وأحصي عدد التصرفات التي أخفقت في آدائها ، لا بل عدد تلك التي أصبت فيها ..
اليوم وبدون أن أغصب نفسي أو أرغمها على فعل ذلك ، تذهب من تلقاء نفسها لتجلس في هدوء أسترقه من ضجة البيت في آخر أيام  شهر رمضان ، كأنّ نفسي تيقن في مثل هذا اليوم من كل عام أنّ عليها القيام بهذه المهمة الصعبة ، البحث عن القصاصات المفقودة من لوحة العام الذي أفل ، التدقيق في تلك اللوحة جيداً لأكتشف الأخطاء التي خطتها فرشاتي بعبث على صفحة الأيام ، وبيميني قلمي - ذاك الذي يأسرني-  أستخدمه او يستخدمني في تغميق الخطوط التي أظن أنها كان رسمها صواباً ، أمر بالقلم عليها كأمٍ  تمر بيدها على شعر ابنها تشجيعاً له على أداء واجبه المدرسي ..
وأبيات قصيدة طويلة خطتها الأيام بقلمي من ثلاثمئة وخمسة وستين بيتاً ، لن تعرف لها لون  رثاء ،هجاء ،مدح و غزل ، سخرية وامتنان  ، أجيء بكتاب العروض والقافية لأرى على أي بحر من أبحر الخليل كتبتني الأيام في قصيدتها هذا العام ..
في الغرفة ذات الدهان الأبيض والشبابيك التي تُهرّب ضوء القمر الخافت كما يهرّب أهلي في الحصار أرغفة الخبز للأطفال، على الكرسي أمام مكتبي الخشبي  أجلس جلسة معتدلة  كما لو كنت أستعد لدراسة الرياضيات ، أتناول قلم الرصاص الذي لا تنساب الكلمات إلا من فوهته ، وعلى ورقة بيضاء كبيرة مُسطّرة بالأزرق كأنها تستفزني لالتزام الترتيب في الأفكار التي ستصبح هي حاضنتها بعد وقت ، أُطفىء الضوء بعد أن تكون أختي في السرير الآخر قد نامت ، أستفرد بنفسي بعيدا عن الضوء وعن العيون أيضاً ، كي أشجعها على أن تكتب كل ما تريد بدون أن يتسلل إليها الشعور بالخوف ، -وهذا أمر يضحكني حيث أن باستطاعة الكثيرين أن يكتبوا أفكارهم بشكل جيد في العتمة ولكنهم يخفقون في تنفيذها عندما تخرج للنور ...- ، أعتصر ذاكرتي كي أوهم نفسي بأنني لا أذكر أيّام العام بتفاصيلها ، والغريب أنني أنجح كل عام بخداع نفسي بأني نسيت ثلاثمئة وخمسة وستين يوما كي أستغرق وقتاً أطول في هذا الجو الغريب وأنا أتسلل إلى ذاكرتي ، أمسك الأيام وأصنفها : أنت إلى السلة السوداء وأنت إلى البيضاء ، ولا أنكر بأنني أخاف من أن أجد الكفّة البيضاء قد رجحت على السوداء تلك ، وسبب الخوف أنني أشك في حساباتي وأخشى أن تكون نفسي طاوعتني لأعتبر بعض الأشياء السوداء بيضاء ، فأنا لا أقبل بهذا ، لأنني لا أريد لقلمي أن يزور الحقائق في هذا اليوم الذي له قداسته عندي ...

أستغرق وقتاً طويلاً في وضع الحروف على مقاعدها التي تصطف على الخطوط الزرقاء في الصفحة ، فهي أمر صعب أيضا كمسألة رياضيات تعود لقسم الهندسة الفراغية ، وبعد أن أنهي هذه المهمة الشاقّة ، أطلق سراح قلمي الذي سهر معي هذه الليلة لينام بجانب اخوته الملقين بدون اهتمام على المكتب ، أرفع الورقة بجانب ضوء خافت يعود لهلال في حضن السماء ، أشعر بأنني انتهيت من أصعب الاختبارات التي تجريها نفسي لنفسي ، أبتسم عادةً للورقة المملوؤة عن بكرة أبيها بالحروف التي لكل منها قصته ..
وأضعها تحت الدفتر ذي الجلدة السوداء الغليظة ، دون أن أحتفظ بها إلى جانب أوراق  أخرى مكتوبة أيضاً بالقلم الرصاص ، أستغرب أيضاً كأنني لم اكن تلك التي احتضنتها قبل ساعة ، فأستسلم لنداء السريروألقي نفسي بدون أي اكتراث ،وأترك أمر رفع ورقة انجازات عام مضى للصباح الذي سيطلع غداً ....

____________________________________

الثامن من سبتمبر لعام ألفٍ وتسعمائة وثلاثة وتسعين ، وقت الظهيرة - كما قالت أمي التي  يبدو أنني أفسدت عليها قيلولتها لذاك اليوم - استقبلتني هذه الأرض بصراخي الذي لم يخبرني أحد عن مدى صخبه بل استطعت أن أعرفه فيما بعد ..

واليوم : الثامن من سبتمبر لعام ألفين وعشرة  أكون أمضيت سبعة عشرة عاماً من عمري الذي قدّره ربي لي ..



_________________________________________

أنتهز هذه افرصة لأهنىء الجميع بمناسبة عيد الفطر المبارك ...

كــــل عــــــــام وأنــــــــتـــــــــــم إلـــــى طـــــــاعـــــــــة الـلــه أقـــــــــربــــــــــ

وأهديكم بهذه المناسبة أنشودة للعيد طــــل الــ ع ـــــــيــــــد باللهجة الفلسطينية للمنشد خيري حاتم ، أرجو أن تستمتعوا بسماعها..



العيد الجاي بفلسطين

هناك 7 تعليقات:

إيمان هلال يقول...

عيد سعيد عليكى وعلى كل المسلمين
لى عوده ثانية

ميس فلسطين يقول...

كل عام وانتي بخير
عيد مبارك حبوبتي سجود

ينعاد عليكي بلصحه والسلامه

تحياتي

تويتي فلسطين يقول...

كل سنه وانتي طيبه

عيد مبارك وينعاد بكل خير علينا وعليكي حبيبتي

هاااااااااااا كيف العيديه

تحياتي

سجود يقول...

أعقل مجنونة
المجاهد الصغير
ميس فلسطين
تويتي فلسطين

وأنتم بألف خير ، ينعاد عليكم جميعا بالصحة

شرفتووووني

هدى التوابتي يقول...

السلام عليكم...كل عام وأنت بخير..وأدعو الله أن يجعل أعوامك التي مضت في ميزان حسناتك...ودمت في طاعة الله

طير الغربة يقول...

( عيدٌ سعيدٌ يا صغارْ )
والطفلُ في لبنانَ يجهل مـنْشَأهْ
وبراعم الأقصى عرايا جائعونْ
والّلاجئونَ
يصارعوْن الأوْبئَهْ
غِبْ يا هلالْ
قالوْا :
ستجلبُ نحوَنا العيدَ السعيدْ
عيدٌ سعيدٌ ؟؟!
والأرضُ ما زالتْ مبلَّلَةََ الثَّرى
بدمِ الشَّهيدْ
عيدٌ سعيدٌ في قصور المترفينْ
هرمتْ خُطانا يا هلالْ
ومدى السعادةِ لم يزلْ عنّا بعيدْ
غِبْ يا هلالْ
لا تأتِ بالعيد السعيدِ
مع الأَنينْ
أنا لا أريد العيد مقطوعَ الوتينْ
أتظنُ أنَّ العيدَ في حَلْوى
وأثوابٍ جديدَهْ ؟
أتظنُ أنّ العيد تَهنئةٌ
تُسطَّر في جريدهْ
غِبْ يا هلالْ
واطلعْ علينا حين يبتسم الزَّمَنْ
وتموتُ نيرانُ الفِتَنْ
اطلعْ علينا
حين يُورقُ بابتسامتنا المساءْ
ويذوبُ في طرقاتنا ثَلْجُ الشِّتاءْ
اطلع علينا بالشذى
بالعز بالنصر المبينْ
اطلع علينا بالتئام الشَّملِ
بين المسلمينْ
هذا هو العيد السعيدْ
وسواهُ
ليس لنا بِعيدْ
غِبْ يا هلالْ
حتى ترى رايات أمتنا ترفرفُ في شَمَمْ
فهناكَ عيدٌ
أيُّ عيدْ
وهناك يبتسم الشقيُّ مع السعيدْ...

طير الغربة يقول...

كل عام وأنتي بألف خير..
17 شمعة أمضيتها..كانت النور في جنح الظلام إن شاءالله..
أكملي دربك علىالنور وفي النور..وعمر مديد..

وبالنسبة للعيد السعيد..
فنحن عيدنا....عودتنا..
وكل عام والأرض والشجر والبشر بخير