الأربعاء، مايو 23، 2012

في مايو الرابع والستين ...



في مايو الرابع والستين بعد مايو نكبة الأرض ، إن الناس لا يعانون من نكبة في الأرض فحسب ! ، إنهم يعانون من نكبة في الدين ، إن الأرض التي سُلبت لا يفتأ الشعراء يتذكرونها ويكتبون لأجل عينيها القصائد في كل ذكرى للنكبة ، ولكن القوم باعوا الدين ونسوه ، ولم يعد أحد يبكي على أطلاله ،باعوه بثمن بخس وكانوا فيه من الزاهدين ، البعض اشترى بثمن الدين غانية وانصرف للرقص ، والبعض الآخر اشترى ديناً مُزيّفاً وانصرف للافتاء ، ديناً يخترع للمرأة تسع وتسعين طريقة لوضع الحجاب ثم يترك شعرها مكشوفاً ، ديناً مكتوب على ظهره (صُنع في بلاد الكفر) وتاريخ الصلاحية يوشي بأن المنتج فاسد..



والقومُ حمقى يريدون العودة للأرض في مسيرة اصطف فيها –شباب الوطن- ، يضع الشاب فيها يده على كتف الفتاة التي تنكش شعرها وتربط الكوفية على خصرها ، انها حتماً تستعد لحفلة راقصة _وطنية_ !!،



ينظمون تضامناً مع أسرى الوطن في الشجون ، يصومون نهارا صيفيا طويلا ، يرجون الله أن يرحم حال أسراهم ، ثم يفطرون على سيجارة !


والقوم من شدة حماقتهم يعتقدون أنهم يسيرون في الطريق الصحيح..


والقوم بعد أربعة وستين عاماً يتهمون الله_عز وجل_ بالظلم ، لأنه لا زال يُؤخّر النصر عنهم ، أو لأنه لم ينزل ملائكة ويذهب هو وإياهم ليقاتلوا اليهود ويستعيدوا القدس ، ثم يدخلوها بسلام آمنين ، هم يسخطون لأن كل ذلك لم يتم بعد ، لكن لا يسخطون لأجل صف واحد لم يكتمل في صلاة الفجر ، لا يسخطون لأجل المئات المترنحين في الطرقات والأسواق بينما خطباء الجمعة يُجهدون حناجرهم ليذكّروهم بالله !


كثيرون دُفنوا في الغربة ، ذاقوا مرارتها وشربوا كؤوس الذل فيها ، لكنهم لم يعطوا الدنيّة في دينهم .. ففازوا


وأكثر منهم ، بقوا في أوطانهم ، باعوها وهم فيها ، باعوا الدين أيضاً .. فخسروا


في مايو الرابع والستين ... الذين سيُخلّصون الأرض من (النكبة)، هم وحدهم الذين لم يتعرض دينهم لـ (نكبة ) ...


أنا أستثني من (القوم) قليلين ، لا أعلمهم بل الله يعلمهم ..