الجمعة، فبراير 19، 2010

أفراح الروح..



الشهيد سيد قطب من خلف قضبان الزنزانة







كتاب "أفراح الروح " للشهيد " سيد قطب" ..

الكتاب يحتوي على أربع عشرة خاطرة ، كتبها الشهيد قبل أن يعلو جسده الطاهر منصة الاعدام .

مناسبة الكتاب : أن عبد الناصر بعث له أخته "حميدة قطب" كي تضغط عليه ليدلي بشهادة محاولة إغتيال عبد الناصر -على حد زعمه --


فكان الرفض هو الرد ، حيث انه قال :" ان اصبع السبابة الذي يشهد لله بالوحدانية في الصلاة ، يأبى أن يكتب كلمة واحدة تقربه لحكم طاغية ، ان كنت مسجونا بحق ، فأنا أرتضي حكم الحق ، وان كنت مسجونا بباطل فأنا اكبر من أسترحم الباطل "



أحببت ان أضع ما أعجبني من تلك الخواطر التي أقرأها منذ عامين ، كل مرة أعيد قراءتها فأجد أنني لم أكن قد فهمتها جيدا في المرة السابقة .


يقول عن الموت في خاطرته الأولى :" إنني أنظر اللحظة فلا أراه إلا قوة ضئيلة حسيرة بجانب قوى الحياة الزاخرة الظافرة الغامرة ، وما يكاد يصنع شيئا إلا أن يلتقط الفتات الساقط من مائدة الحياة ليقتات ! "


ولكم باقة من االعبارات التي حملتها حملتها خواطره .

" عندما نعيش لذواتنا فحسب تبدو الحياة لنا قصيرة ضئيلة تبدأ من حيث بدأنا نعي ، وتنتهي بانتها عمرنا المحدود ،، أما عندنا نعيش لغيرنا (أي نعيش لفكرة )فان الحياة تبدو طويلة عميقة ، تبدأ من حيث بدأت الانسانية ، وتمتد بعد مفارقتنا لوجه هذه الأرض "

................


" ليست الحياة بعدد السنين لكنها بعدد المشاعر "

...............


"عندما نلمس الجانب الطيب في نفوس الناس ، نجد أن هناك خيراكثيرا ، قد لا تراه العيون من أول وهلة ،لقد جربت ذلك ... جربته مع الكثيرون ، حتة الذين يبدون في أول الأمر أنهم شريرون ، أو فقراء الشعور ،، شيئ من العطف على اخطائهم وحماقاتهم ، شيء من العناية اللامصطنعة ، ثم ينكشف لك نبع الخير في نفوسهم "
..............

"التجار وحدهم هم الذين يحرصون على العلاقات التجارية لبضائعهم كي لا يستغلها الآخرون ويسلبوهم من حقهم في الربح ، أما المفكرون وأصحاب العقائد ، فكل سعادتهم في ان يتقاسم الناس أفكارهم وعقائدهم ويؤمنوا بها "

...............


"من الصعب أن أتصور كيف يمكن أن نصل إلى غاية نبيلة باستخدام وسيلة خسيسية !؟ إن الغاية النبيلة لا تحيا إلا في قلب نبيل "

.............


أما الخاطرة الرابعة عشر والأخيرة ..


سيد قطب إلى حبل المشنقة



"لم أعد أفزع من الموت حتى لو جاء اللحظة ! لقد أخذت في هذه الحياة كثيرا ، أعني : لقد أعطيت ،.

احيانا تصعب التفرقة بين الأخذ والعطاء ، لأنهما يعطيان مدلولا واحدا في عالم الروح ، في كل مرة أعطيت لقد أخذت ، لست أعني أن احدا قد أعطى لي شيئا ، انما أعني أنني اخذت نفس الذي اعطيت ، لأن فرحتي بما اعطيت لم تكن أقل فرحة من الذين أخذوا .

لم اعد أفزع من الموت حتى لو جاء اللحظة ! ، لقد عملت بقد ما كنت مستطيعا ان اعمل ! هناك أشياء كثيرة أود ان اعملها لو مُدّ لي في الحياة ، ولكن الحسرة لن تاكل قلبي إن لم أستطع ، إنها لن تموت إذا كانت صالحة للبقاء .

لم أعد أفزع من الموت حتى لو جاء اللحظة ! ، لقد حاولت ان اكون خيّرا بقدر ما استطعت ، أما أخطائي فانا نادم عليها ، ، إني أَكِلُ أمرها الى الله ، وأرجو رحمته وعفوخ ، فأما عقابه فلست قلقا من أجله ، فأنا مطمئن إلى أنه عقاب حق وجزاء عدل ، ولقد تعودت أن احتمل تبعة أعمالي خيرا كانت أوشر .... فليس يسوءني أن ألقى جزاءما أخطأت يوم الحساب "

وبعدها ساقوه إلى حبل المشنقة وكأن "مطر" تكلم بلسانه فقال :" سيظل نعلي عاليا فوق الرؤوس إذا علا رأسي على عقد المشانق"


الشهيد سيد قطب هو البذرة الصالحة للشهيد "حسن البنا " ، نمت ونمت حتى أصبحت شجرة جذورها ضاربة في الأرض وفروعها في السماء .








إن الشعور بعظمة هذا الرجل ، يجعلنا تلقائيا نشعر بحقارة ودنو نفس ذلك الذي أصدر حكما عليه بالاعدام ..، أقسم أنني أكرهه


ظنّ كما ظنّ سابقه الذي قتل الامام البنا ، بأنه سيقضي على الفكرة بقضائه على الجسد ، الفكرة -كما قال الشهيد - تنمو إلى يوم القيامة ما دامت صالحة للبقاء . قطب أصبح مفكرا بعد أن قرأ من كتب البنا ، وكان البنا في وقتها شهيدا ، لأن الفكرة لا تموت بموت صاحبها ، لكن المغفلين لم يفموا هذا بعد !..


أفراح الروح _ معالم على الطريق _ في ظلال القرآن "المصغّر " _ في ظلال القرآن "6 أجزاء" _ التصوير الفني في القرآن الكريم _ مشاهد القيامة في القرآن _ المستقبل لهذا الدين .. هذه بعض عناوين كتب الشهيد ، كم أتمنى لو أنكم تستطيعون الحصول عليها ، ولكني أظنها ممنوعة من المكاتب العربية وخصوصا "معالم على الطريق "


أطلت عليكم ، ولكن كنت أود ان اكتب ولا أفرغ من الكتابة عن هذا الرجل ، ومن كلماته لكم ، لأنه بالفعل من الذين غيّروا وجه التاريخ ...
بامكانكم تحميل الكتيّب من هنا .. http://www.ibtesama.com/vb/showthread-t_31987.html
أو بالبحث عنه في جوجل