الثلاثاء، سبتمبر 08، 2009

الشمعة السادسة عشر ..

8\9\1993

قبل ستة عشر عاماً في مثل هذا اليوم كان موعد مجيئي إلى هذه الدنيا .
و
اليوم أٌطفىء الشمعة السادسة عشر من شمعات عمري ..



هذه كانت الهدية الأولى التي وصلتني من صديقتي ..."أريج"



عام آخر مضى ، قد أكون أنجزت فيه قليلاُ وأخفقت كثيراً ولكن لا يجب عليّ أن افكر فيما مضى ....عليّ أن أنظر إلى عامي القادم بأمل أكثر ، لعلّني أكون أنساناً أفضل ....

أصبحت الآن مجبرة على حمل الهوية اتي أجّلت كثيراً عملها لأنّي أراني ما زلت صغيرة على حملها.



ولكني ما زلت مصممة من داخلي أنني ما زلت طفلة ..
كهذه التي ترسم على الجدار.




كل عام وإنتِ بخير

الخميس، سبتمبر 03، 2009

دموعٌ أخرى ..


لا أدري ما الذي دفعني لهذا اليوم أن أبحث في موقع اليوتيوب عن (مأساة غزة )...
منذ الحرب وأن أكره أن أشاهد تلك اللقطات التي لا تستطيع عيوني أن تصمد أمامها فما تلبث دموعي أن تنساب معلنة حالة الغضب..

اليوم أظنها كانت المرة الأولى التي أتعمد البحث فيها عن مشاهد خاصة بحرب غزة ، بعد انقضاء الحرب العسكرية ..
دموع أخرى ،، كانت حارقة ..غاضبة ..مستهجنة ..لاعنة
تباً ... كانت الدموع تصدح بها ..تباً ، سحقاً ...

كانت المشاهد والمقاطع التي شاهدتها كثيرة فكل مقطع يجعلني أشاهد الذي يليه ،، لم تكن المشاهد غريبة عن ناظريّ ، كان صوت الطائرات ودوي القصف وصراخ الجميع أمراً مألوفاً ؛ ففصول الحرب لم أشاهدها فحسب بل عشتها ثانية بثانية ، ولكن تلك المشاهد فجرت بداخلي البركان الذي يغلي باستمرار ، البركان الذي أخشى أن ينفجر بداخلي .
لن أنقل المقاطع التي شاهدتها لتروها فقد حفظتموها ، ولن أكتب عن أي حالة فعندكم القدرة على تسميع ما سأقول من كثرة ما عيد عليكم .

ولكن ..أريد أن أذكر ذلك المشهد الذي أثر فيّ كثيراً .... طفل سوري يبكي في مظاهرة ويتوعد أمريكا
"لما نكبر راح نقتلعك يا أميركا".

دموع أخرى ،، كانت حارقة ..غاضبة ..مستهجنة ..لاعنة .

وان كانت العين لا تبكي يومياً فكفى بالقلب باكياً كل دقيقة بل كل لحظة ،

قبل اسبوعين كان أول أيام العام الدراسي .. مرّ أسبوعان ونحن بلا كتب مدرسية (عايشين ع التلخيص)، والمكتبات بلا دفاتر ونفذت الأقلام
_أخي لبث ما يقارب ساعة يبحث عن قلم أسود فلم يجد _ ، وبالرغم من ذلك فالدروس تلقى والمسيرة التعليمية بالكاد تمشي بمسارها الطبيعي . "يارب تكون معنا "

لن أطيل في الشرح عن وضع غزة فمن يعيش هنا يمر بآهاته ويعلمه جيداُ ، ومن يعيش خارجه قد حفظ الوضع جيداُ.
أنا كتبت هذا الموضوع وقد يرى البعض أنه تقليدي وقد كتبت كثيراُ عن الحرب وأنه يجب عليّ أن أقلب تلك الصفحة السوداء من حياتنا ..

ولكن أنا أخبركم أنني لم أكتب تلك الكلمات لأحظى بالمواساة وبعض الدموع التي أظنها نشفت من عيونكم ..لا لا لا ، بل كانت كلمات نتيجة عواطف ثارت بداخلي .

وأعلن من هنا عن أني لن أحذف أي تعليق يحمل أي إساءة لأي طاغوت أو رئيس عبري أو هيئة رسمية أو حركة معتدلة ، فقد طفح الكيل ولا بد من حرية التعبير
كما أعلن أنني لن أقبل بأي تعليق يحمل المواساة مثل ( لكم الله يا اهل غزة..،، والله قلوبنا معكم وتنفطر لوضعكم و.....)
فقد سأمتها ومللتها وكرهتها ولن أستطيع أن أستمع للمزيد من المواساة والعبارات التي بتّت لا أكرهها فحسب ، بل أحقد عليها


ورمضان مبارك يا من تنتظرون رحمة معبر رفح ، رمضان مبارك يا من تنتظرون آبائكم على مائدة الافطار فلا يأتون
رمضان مبارك يا من تسكنون الخيام بدلأ من بيوتكم المدمرة ، رمضان مبارك يا من لم تجف دموع عيونهم ، رمضان مبارك يا أيها المطاردون في شتات لبنان الشقيق ، يا أيها اللاجئون المعذبون في العراق ، رمضان مبارك ياأيها الغزيون المطرودون ظلماً من دولة الامارات العربية الشقيقة أيضاً ..رمضان مبارك يا كل فلسطيني في الوطن المذبوح أو الشتات المحروق.
وعام دراسي جديد مبارك يا أعظم طلاب على وجه الأرض أسأل الله أن يفرج كربنا ويرزقنا بكتب وبعض الدفاتر من أحد الأنفاق كي نواصل حربنا العلمية ضد كل من يحاربنا داخلياً وخارجياً

دموع أخرى ....كانت حارقة ..غاضبة ..مستهجنة ..لاعنة .

وأرجو أن يأتيكم عيدكم وأنتم ما زلتم واقفين على أقدامكم

والسلام عليكم