تقديم .
بعد مرور الثلث الأول من شهر رمضان تأكدت بأننا قومٌ نجيد صناعة الفرح ، أقول صناعته .....
الموضوع.
الآن تساوينا مع الآخرين ، شيءٌ يوحدّنا مع هذا العالم ويجعلني أراجع شعور الانتماء أو الوجود في هذا الكون ، رمضان جاء ليس لأنّ معبر رفح كان مفتوحاً آنذاك ، لا بل لأنه صاحب عزيمة كالقوم الذين قدم عندهم ، ولو أنّ الأبواب كانت مؤصدة لجاء أيضاً كما فعل العام الماضي ، وهو كذلك لن يذهب عمّا قريب بسبب انتهاء مدة اقامته ، أو بسبب التوقعات الرامية لحدوث حرب ، فهو لا يخاف ، سيذهب أيضاً بمحض إرادته .
هو جاء ونحن قومٌ كرام أبناء كرام ، لم نكن لنخذله ونُشعره بأنّه غير مرغوب فيه - لا سمح الله - ، فمن استطاع أن يخفي حزنه أخفاه وبدى سعيداً مستأنساً بالضيف الكريم ، من له أسيرٌ أو جريحٌ أو شهيدٌ ربط عبى جرحه وقاوم ، خلط الدمعة بالابتسامة ، فليس من طبعنا ادمان الحزن ...
كما يقول الجميع الأطفال أولاً ، أقول أنا أيضاً أنّهم كانوا كذلك في استقبال الضيف ...
أحدٌ ما لم يمنعهم من الابتهاج والفرحة واطلاق "صواريخ رمضان " ، جابوا الشوارع ، هلّلوا وكبّروا ، وتعالت أصواتهم في مساءٍ هادىء .. ، أقول في نفسي وقتها :"سبحان الله اسمها "صواريخ رمضان " لها من الصواريخ التي اعتدنا عليها اسمها ، ولها من الفسفور الذي أحرقنا شكلها ، ولكنّنا رغم ذلك ما زلنا نستخدمها ، ربما لأننا كما يقولون عنّا (جبّارين) ."
لن أقول للإبداع مكان في بلدي ، بل له كل الأمكنة ، البارحة كان أكبر طبق مسخن في العالم ، ثمّ أكبر عدد من الطائرات الورقية ، والآن في استقبال رمضان أكبر فانوس في العالم ليدخلوا جميعاً في موسوعة غينيتس ليحطموا الأرقام القياسية ، كما حطمّوها من قبل في الصمود ...
أرأيتم أننا نجيد صناعة الفرح حتّى لو أنّنا لم نكن نمتلكها ، كتلك القذائف التي افتقرنا لها فأصبحنا نصنعها لنرمي بها عدو الله وعدونا ، واليوم نصنع الفرحة لنقتل بها عدو الله وعدونا
أيمن نوفل مع رفاقه في السجون العربية المصرية .. وصامدون.
يحيى السنوار وآلاف من قومه في السجون الاسرائيلية .. ومستعدون للضحية.
محمد وأحمد وخالد في المشافي يداوون جراحهم ... وينذرون ما تبقى من أجسادهم لجولة أخرى.
مؤمن الخزندار وآخرون أصبح ما تحت التراب مسكنهم ... يتمنون لو تُعاد لهم أرواحهم ليبذلوها ثانية.
نواب القدس ، بين الإبعاد والصمود ... ولن يغادروا .
لاجئو نهر البارد ... الإعمار حتى إشعار آخر .
اللاجئون على الحدود السورية العراقية ... رمضان في خيام الصحراء له طعم آخر .
لاجئو الشتات "أردن ،عراق ، لبنان ... .." ..... أحلم بك يا وطني .
نسيت أن أقول لكم جميعاً " كل عام وأنتم بخير "
هناك 12 تعليقًا:
اولا كل سنة وأنتى طيبه
ثانيا أحب أحيكى على أسلوبك الجميل فى مدونتك الرائعه والتوبك الجامد دا... ممكن يكون وجعنى بس اكيد دا لانى حسيت كليماتك اوى
...........
على فكره مصر مش قاسيه زى ما انتى فكره
رمضان كريم يا قمر
وانت طيبة
شكرا هذا من سخاء ذوقك ، ويسعدني أن تكون كلماتي أدّت رستالتها ..
مصر لم تقسو علينا فقط بل تقسو عليكم أنتم أيضاً بامكانك ان تشعري بذلك جيدا ..
تشرفت بزيارتك
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل عام وكل أهلنا بغزة بخير .
دمتم فى عزة صانعين للنصر والفرح .
دمتى بسعادة وسلام
اتمنى اشوف ردك ورايك فى اخر بوست ليا
حياتي نغم ،، شمس الحرية
كل عام وانتما بأفضل حااااال
السلام عليكم
كل عام وانتي بخير سجود
انتي اول مدونه فلسطينيه بدخلها
غير اخواتي تويتي فلسطين و دودي فلسطين
مدونتك عنجد روعه
تحياتي
أهلا بكِ في مدونة ابنة نفس التراب
أسعدتيني بردك السريع
دمتي بعز
كل عام وانتي بخير وينعاد عليكي بكل خير
وسلامه
وعنجد والله فرحت كتير لزيارتك مدونتي
وما تخليها الاخيره ماشي عيوني
تحياتي
تويتي فلسطين
أهلاااااااااااا حبيبتي
وانت بألف خير
بالتأكيد لن تكون الأخيرة
تحيااتي
وتبقى فلسطين عزيزة شامخة
انتم كرام أبناء كرام
السلام عليكم ورحمة الله..افتقدن القراءة في مدونتك لظروف خارجة عن إرادتي،ولكنها كما هي توجعنا كلماتها ولكنها تصيب دائماً أهدافها...نعم ياسجود استطعتم أن تصنعوا الفرح والسعادة رغم الاحتلال وقساوته رغم تلك الحكومة الخائنة التي تحاصركم وتقتلكم وتقتلنا معكم...استطعتم صناعة النصر رغم اجتماع الأمم عليكم أدعو الله لكم بالثبات ودمت في طاعة الله
صدقينى مش مصر هى اللى قاسيه
احنا اللى قسينا عليها اوى
بلادى عمرها ما كانت ظلمه علطول هى اللى مظلومه
مصر الناس مش الحكومه
مصر الضحكه من القلب والدموع على الخد
لو كرها العالم كله مستحيل انا افكر حتى اغلطها
مصر الناس الغلبانه مش الحكومه
رمضان كريم يا قمر
إرسال تعليق