تنبيه قبل القراءة : لا تُمنع أي فئة من مشاهدة هذه التدوينة ، سواء الأطفال أو النساء أو الشيوخ .
.
.
.
قبل البدء .
سلامٌ يعتنق أرواحكم ، سلامٌ لا يشبه السلام الذي يتحدث عنه العالم ، لأنه سلام قبيح ، ليس جميلاُ كوجوهكم الملائكية ،
انطلقي أيتها الأرواح إلى حيث لا تعبٍ ولا نصب ، إلى حيث لا صواريخَ ولا رصاص ، إلى حيث لا خُطبٍ للعرب ، انطلقي أيتها الطفولة إلى حيث المكان المناسب لبرائتك ، انطلقي إلى الجنة ، هناك حيث العدل السرمدي.
"أطفال عائلة الدلو ، حيث تم استهداف المنزل بأطنان من القنابل بدون تحذير واستشهد احد عشر فلسطين فيه كلهم نساء وأطفال عدا رجل واحد "
.
.
وبعد الطفولة
افتحوا جميعاٌ اعينكم ، لماذا وضعتم أيديكم عليها ؟؟ لماذا أخفيتم الشاشة عن عيون أمهاتكم ،زوجاتكم وأبنائكم؟؟
هل خفتم عليهم !، هل المنظر بشع ؟
لك الله يا أم الشهيد ، كيف ستقبّلينه وقت الوداع !!
.
كان بشراً ،صار فحماً ، لا بل صار روحاً زكية يفوح عطرها في السموات العلا ، إنه عريس ، العريس الذي تزفه الآن السموات السبع وجنانها ، إنه جميل ، جميل إلى حد يغري حواري الجنان أن يتنازعن لاستقباله ، ولكن انتظري أيتها الحوريات ، فباب السماء متسع لكنّ جميعاً ..
" الصحفي الذي يجاهد في لواء (فضائية الأقصى) ، كان يتوجه وصديقه من التغطية في مشفى الشفاء إلى التغطية في مكان آخر ، فاصطادتهم آلة الحرب ، بصواريخ أحرقت أجسادهم "
.
.
.
عودة إلى الطفولة ، التي أضحت .... قل لي أنت ، بربك ان بقي لديك شيء يقال ..
ما هذا ؟
إنه درس تشريح ، في كلية الطب ... كلّا ، فما كهذه الجثث في مشارح كليتنا !!
إنها أشياء - يا عزيزي - لا تُقال !
كانا نائمين ، يستيقظان كل بضع دقائق على صوت غارة ،
وفي كل مرة ، تقول امهم : عودوا للنوم ، إنهم يقصفون أماكن خالية !
فيعودون للنوم ارضاءً لأمهم ،
يتكرر ذلك كل ليلة الكثير من المرات ،
في المرة الأخيرة ، سمعوا صوت الغارة ، فاستيقظوا ، قالت لهم أمهم على غير العادة : استيقظا ولا تناما بعد هذه ، فنحن انتقلنا إلى الخلود ... كانوا في الجنة !
واستكمالاً مع الطفولة .
" بابا .. شايف اديش أنا حلوة ، مالك يا ماما زعلانة ، ليش بتطلعي فيني هيك ! ، انا زعلتك اليوم ؟ انا سكبت الأكل على أوعيّ الحلوين ! ، لا يا ماما ما عملت شي ، طيب ليش بتطلعوا فيني هيك ؟
ماما ، بابا ، أنا في الجنة مو محروقة ، أنا في الجنة حلوة كتير كتير ، بس تيجوا بتشوفوني ما أحلاني "
.
كلا الصورتين لعصفورة .. فهل هذا شيء يُعقل !
نعم يا سيدي ، في غزة كل شيء معقول ..
هنا .. لم يغتالوا الطفولة فحسب ، بل حرقوها ، شوهوها ، أحالوها فحما ...!
"أختي ، لقد نمنا معاً ، واستيقظنا على صوت الغارة معاً ، وجاؤوا بنا إلى المستشفى معاً ، فأين تذهبين ! ، لمَ لست معكِ الآن ، أمنا وأبونا على سرير آخر ملفوفين بغطاء أبيض كله بقع حمراء وسوداء ،
أستغرب ، كيف لم يستيقظا بعد على صوت القصف ، وكيف يبقوا نائمين ، وهذا الرجل يصحبكِ إلى مكانٍ بعيد ،
اختي .. خذيني معك "
" انا سعيد أيها العالم الاحمق ، سعيد رغم ان الدماء تغطي وجهي الوسيم ،
سعيدً لأنّ دمائي هذه سالت لأجل القضية ، القضية التي أعرفها بكل تفاصيلها "
سلامٌ على الطفولة ، سلام
.....
أنا لم أتعمد البحث عن الصور المؤلمة هذه ، لأن كل صور هذه الهجمة الصهيونية كانت بشعة ، مؤلمة ، إلى حد البكاء ن إلى حد الحقد
.
إنه اليوم .. يوم الطفولة العالمي ، وهذه هي الطفولة في بلادي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق