الأحد، يوليو 11، 2010

أحاسيس متناثرة ..



وجدت نفسها ملقاة على  الرمال بعد أن وقعت فريسة للأمواج المتضاربة ، التي لم تجد أمامها إلا هي لتقذفها يميناً ويساراً ، مرة تقربها من الشاطىء وأخرى تقذفها لتتلقفها موجة أشرس ، ربما وقعت بين فكي سمكة متوحشة ، او شهدت إعصاراً مدمّراً ، ولربما كانت في غيبوبة حين قُذفت للبَر ، الجيد أنها عندما استيقظت وجدت نفسها بعيدة عن الأمواج المتناحرة ...

تماما ....الأصداف كالبشر ، والأمواج كالبشر ، والأسماك المفترسة كالبشر أيضاً ...






 
الانسان الذي حاك خيوط هذا الحبل ، كان يبحث عن لقمة لأطفاله يعود بها بعد مغيب الشمس ، وربما لم يكن يعلم أنّ مصير هذه الخيوط هو "مشنقة" ،، والذي عقد هذه العقدة المؤلمة  كان يريد تنفيذ أحكام عمله ، أو ربّما كان وطنيّاً ، واعتقد أن هذا العقدة ستسبب هلاك المجرمين ، الذين يعتدون على عرضه ووطنه ، ، والأخير يجلس فوق كرسيه ويضع قدميه على مكتبه ، ويطبع إمضاءً على ورقة الإعدام ، ولربّما تنازل وكلّف نفسه وقام بحضور "حفلة الإعدام" ليستلذ بالقضاء على "المجرم"....
كلهم لم يعلموا لماذا صنع بالضبط هذا الحبل ولكنّ هذا الأخير يعلم الأوراق التي مضى عليها ....

أحبال المشانق لا تسرق إلا أرواح الأبرياء ، واليوم كم من حبل مشنقة صنعوه بدون حبال ، إنما يتقنون صناعة المشانق ولو "افتراضية" .....



جميلة خيوط الشمس وهي تداعب الشعرات الشقراوات ، وتنساب بينها برفق ...
لبست فستانها الأبيض وطلبت من أمها أن تمشط لها شعرها ، وتضع عليه "الشبرة البيضاء " ، كانت سعيدة جداً ، استعدت وارتدت حذائها ، ثم قصدت الشارع لتلهو مع الأطفال يوم العيد ، فوجدت الشارع خالياً ، ليس من الأطفال فحسب  ، بل أيضاً من ألعاب العيد ..
لم ترضَ أن تستسلم للوحدة ، أخذت تجول بنظرها ، تبحث عن شيء صالح للعب ، فوجدت  عجلة وحبل ، تناست أنهما "خردة" واتخذتهما "ألعاباً " ، وأمضت يومها فرحة ....

هكذا يجب على كل من تحطمت  نفسيته عندما وجد نفسه وحيداً ، عليه أن يصنع من اليأس فرحة ...




 فلاح شاب بعينين بنيتين يحمل على كتفه المنجل يمر بين سنابله التي زرعها ، يستبشر بالحصاد ، يضع كفه على سنابله كالأم التي تمسح على رأس طفلها ، وفي اليوم الموعود ، يستعد لحصدها ....
وصل القمح لها -عجوز القرية تلك- ، وضعته داخل طاحونتها وبدات تطحن فيه ، وتدندن  مع صوت الطاحونة ، وبين الفينة والأخرى تأخذ قسطاً من الراحة ...
أخرى كان عليها أن تقوم بعجنه جيداً ، كان بجانبها بعضاً من الخميرة والماء جلبته من البئر ، وحولها أحفادها تروي عليهم قصة ذاك اليوم ...
كان موعد الأرغفة المعجونة عند "العم" صاحب الطابون ، ليقلبه يمنة ويسرة ثم يضعه داخل حفرة الطين التي تضم داخلها النار المتوهجة  ، ينتفخ وينتفخ ، ثم يخرج الهواء منه ، وهكذا  ، حتى يلحظ "العم" احمرار وجه الرغيف فيصدر القرار بإخراجه ....

يشتروه ويبيعوه ..

رحلة الرغيف كرحلة الإنسان في هذه الدنيا ....



أردد في البيت " فتش بألك عن كلمة بحبك " فتقول أمي : " ومن متى نردد الأغاني ؟"
أبتسم وأقول لها " خلينا نعيش الحب ونرسم كلمة حب الغير ، خلينا نعيش الناس نعلم معنى حروف الخير  "
تزداد عصبيتها ، فأكمل :" والابتسامة أجمل وسامة ، رحمة وفضيلة بيوم القيامة " ، تصمم على معرفة  أصل هذه الكلمات ، فأقول لها أنها لمنشد الأطفال ، تمعني كم جميلة هي كلمات  هذه الأنشودة ... وثمّ منذ متى أسمع أنا الأغاني  ،، تبتسم برضى  ، فأعود أنا أردد  ما تبقى منها ..

ربما عليّ أن أعطي درساً لكثير من الناس بمعنى الحب الذي يعتقده الجميع بأنه كل الأشياء الخاطئة ...




هناك 11 تعليقًا:

أختك يقول...

كلماتك معانيها عميقة تنم عن ألم عميق في صدرك،،ولكنني أختلف معك في بعض الأمرو فأنتِ كتبت
(أحبال المشانق لا تسرق إلا أرواح الأبرياء)أقول لك لا تجزمي بذلك فإن أنت رأيت حالة أو حالتين أوحتى ألف فلا تعممي فالعالم كبير وليس ما يدور حولك فقط،وكم من مشنقة نصرت العدل ورفعت رايته عالية وأظهرته على الظلم.
لا تنظري إلى العالم بنظرة المتشائم ذي الأعين السوداء،وحاولي دوماً أن تحققي الإصلاح من حولك.
(حياة الإنسان كحياة الرغيف) كيف ذلك؟؟فرق شاسع بين حياتيهما بل أكاد لا أجد أية صلة!أم لأنه يُحرقُ بالنار؟؟ ليس كل البشر يحرقون بالنار أختي.

حياتى نغم يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

جزاكِ الله خيراً على أحاسيسك ومشاعرك الرقراقة العذبة التى تروى العقول .

أنا أيضا أحب تلك الأغنية :)

دمتِ فى أمان الله .

طير الغربة يقول...

تسألوني الحلم أفلس بائع الأحلام

ماذا أبيع لكم !

وصوتي ضاع وأختنق الكلام

ما زلت أصرخ في الشوارع

أوهم الأموات أني لم أمت كالناس ..

لم أصبح وراء الصمت شيئاً من حطام

مازلت كالمجنون

أحمل بعض أحلامي وأمضي في الزحام

***

لا تسألوني الحُلم

أفلس بائع الأحلام ..

فالأرض خاوية ..

وكل حدائق الأحلام يأكلها البَوَار

ماذا أبيع لكم .. ؟

وكل سنابل الأحلام في عيني دمار

ماذا أبيع لكم ؟

وأيامي انتظار ..

في انتظار..

طير الغربة يقول...

للأسف..يبدو أن ينابيع الحب جفت في هذا الزمان..
وتلونت القلوب بكل الألوان..
صدقت يا شيخي..
كلمات ليست كالكلمات..

سجود يقول...

أهلا أختي أم أنس

يبدو انك فهمتي ما تحمله الحروف من حروف ، ليس ما تحمله الحروف من معاني ..
صحيح أن أحبال المشانق التفت على رقاب المجرمين وهذا نعلمه ، ولكني أعني الظلم ، أعني هنا الظلم فقط الذي يصنع المشانق ولو لم تكن من الحبال ...

بالنسبة للرغيف والانسان ، صدقيني وأنتِ أكثر من يعلم بما سأقوله ، بأننا كلنا نحترق وان لم تكن النار التي نرى لهبها هي التي يحرقنا ، فأن أشياء كثيرة كفيلة بحرق قلوبنا ، اخرجي يا ام انس من المعنى الذي تصنعه الحروف إلى المعنى الذي يختبىء خلف الأحاسيس

وبالمناسبة أنتِ أنا معك بنفس البيت من المؤكد أنكِ تعلمين أنني لست متشائمة ، ولا أرى العالم كله أسود

أسعدتيني يا أختي بزياااارتك ..

سجود يقول...

حياتي نغم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركلته
نعم جميلة هي الأنشودة

...............................
طير الغربة
لم تجف ينابيع الحب لأن الخير ما زال في القلوب ...

بس ممكن أعرف لمين هالقصيدة ؟

تحياتي لإلك يا طير

hend anwar يقول...

معانى جميلة جدا تسلمى

شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك ... لك مني أجمل سلام

المجاهد الصغير يقول...

السلام عليكم
جزاكِ الله خيرا
فلا يأس مع الحياه ولا حياه مع اليأس
دمتى فى رعايه الله

سجود يقول...

شمس الحرية
أم الخلود
المجاهد الصغير
تحياتي لكن جميعا ..

طير الغربة يقول...

أتمنى أن لا تجف..
طبعاً قصيدة بائع الأحلام للرائع فاروق جويده.. ولووو.؟؟؟
تحياتي لإلك يا بلسم..

أم انس يقول...

أختي
أنا لا أقف عند المعنى الظاهري للكلمات وأفهم قصدك ولكنني شعرت يومها أن هناك مبالغة في بعض الامر وأعرف جيداً أنك لست متشائمة ولكن هذه الخاطرة كانت تحمل تشاؤماً وتعميمات كنت اود الا أراها عندك يا غاليتي
بارك الله فيكِ ووفقك