الخميس، يونيو 03، 2010

مزيج الدم والبحر ..

ميناء غزة.. زرت المكان والتقطت بعض الصور ، كان من المفترض أن ألتقط صور الفاتحين الأتراك بأسطولهم الذي يحمل علم الدولة الأسيرة ..
ولكن هذا ما التقطته الكاميرا .....


يوم اختبار الكيمياء صباحا ، وقبل التوجه للاختبار ... صُعقت بخبر الاعتداء ، الذي لم يكن متوقعا ..
كان عدد الشهداء في الصباح اثنين فقط ، توجهت إلى المدرسة وأنا أصارع  الدموع ..
لكنها هزمتني واستطاعت التغلب علي عندما سمعت _بعد خروجي من قاعة الاختبار_ خبراً مفاده أن الشيخ رائد صلاح إمّا شهيداً أو جريحاً بجراح بالغة الخطورة ..
لم أستطع التغلب على الدموع التي لطالما لبثت أصارعها لساعتين ، ولم تكن أعظم قوة لتتغلب عليها..
عدت إلى البيت وبالكاد أنقل خطواتي ، كان اليوم التالي هو اختبار الرياضيات ، لكن جاء الإضراب العام ، ليترك المدينة الأسيرة تقف يوم صمت وحزن وتوعد....
يومها توجهنا إلى ميناء غزة ، حيثما كان من المفترض استقبال الفاتحين الأتراك ...
في الطريق .. كانت اللافتات واللوحات والأعلام التركية التي تزين الشوارع ،دليلاً على مدى الاستعداد من قِبل سكان المدينة العظيمة ...
وصلنا الميناء فكانت اللوحة الأكبر " أهلاً بصناع الحرية " ، كل القوارب الصغيرة التي حملت العلمين التركي والفلسطيني كانت محتشدة على الشاطىء استعداداً للانطلاق نحو الأسطول بمجرد أن تلتقط مناظيرهم أطراف العلم الأحمر المرفرف في عنان السماء ...

(من أمام ميناء غزة )

لكن ..خيبة أمل !
اعراس الشهادة أُقيمت في المكان المخصص للاستقبال ، كما اعتادت غزة فلا "بيت عزاء" لديها  بل أعراس شهادة ، تُسمع كل العالم صوت نشيد الحرية

بدا البحر راكداً لم تكن الأمواج تداعب رمال البحر كالعادة ، لم تكن تشاكس الصخور ، بل كانت حزينة صامتة ، بالرغم من ذلك فقد كانت العزة تملؤه فقد نزفت دماء الأحرار على مياهه فزادت أريجها عطراً ، ومن يعلم ..!  ربما احتضنت أحشاؤه بعض أجسادهم ..




لكن ... ولأنّ الله عز جلاله لطيف بعباده ، فلم يرد أن يجعل المصيبة فوق رؤوسنا مصيبتين ، فبعد ست ساعات تقريباً  أذاعت وسائل الإعلام أن الشيخ لم يُصب بأذى ، بل كان ذلك شبيهه..

كان أجمل خبر أسمعه بين فوضى الأخبار المؤلمة التي اجتاحتنا ..
أحمد الله كل الحمد وأعظم الثناء على هذه المنحة الكبيرة منه ، كم نحن محظوظون ، بأن الشيخ مازال حياً ، مازال غصةً في حلق القراصنة اللابشريين



تعليق :
اليوم  تمخضت القمة العربية فولدت فأراً ، ويتمخض الغربيون فيلدون أسوداً ، اليوم فقط اقتنعت جيداً في كلمة قرأتها للشهيد سيد قطب ، والتي لطالما رددتها أبي ، كان يقول :"إن رابطة الإسلام هي أقوى من كل الروابط على الإطلاق فلا العروبة ولا الشيوعية ولا القومية ، هو الإسلام فقط.." ، تركيا المسلمة بقائدها العظيم جاءت تفتح غزة ، وأم الدنيا العربية "استحت على حالها بعد المجزرة" ، وفتحت المعبر ..، قائد تركيا يجعل استمرار علاقات دولته مع اسرائيل مشروطاً برفع الحصار ، والمتحكّم في مصر يربط إبقاء العلاقات بابقاء الحصار ..

كنت أقول لأختي بينما كنا نستمع لخطاب الخليفة العثماني .:" مستعدة أن أدفع عمري دقيقةً دقيقة ، لأرى رئيساً عربياً يتكلم بكل هذه القوة .."



بعد أن تقرأ الموضوع ، قف دقيقة غضب واقرأ الفاتحة على أرواح شهداء البحر والحرية


هناك 6 تعليقات:

طير الغربة يقول...

كل التحية..لابطال حرية..
أبطال اسطول الحرية..
يا من فضحتم تلك اللقيطة الغبية..
ونزفتم فوق الجرح جرحين..ليكون بلسماً وسلاماً على غزة الأبية..
فيا سادتنا..لكم منا ألف تحية..
....طير الغربة..
ولكي أيضاً يا من أورقت كلماتك بلسماً إعتلى بشرة الزهور..وأضاء من عبقه رائحة عزة..أشمها الآن..لكي ينبض قلبي بالحرية..
سلام عليكِ

hend anwar يقول...

وقفنا دقائق ودقائق
الله ينصركم يا رب
الا ان نصر الله لقريب
فاليوم هذا يومكم وهو يوم الحرية ما اجملها من كلمة فانتم الشعب الصامد
امام يهود جبناء ولسنا صامتين ولا تظنونا صامتين نعم هناك قوة صمت تغطى علينا ولكننا معكم وانتم فى قلوبنا اهل فلسطين

حياتى نغم يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

السلام على من جعلكم الله شهداء على الناس
واصطفى منكم الشهداء والمجاهدين والمرابطين .

وأخيراً دعونا على استحياء فكلنا خجل منكم عفا الله عنا .

سجود يقول...

كلماتنا يا طير الغربة صنعتها المحن فأضحت بلسما رغم قساوة حروفها

أشكرك على كلماتك ،


شمس الحرية
على الجميع أن يتحرك بعد الوقفة
والصمت الجميل ان طال أصبح مُشينا مُعيبا لأهله
واحنا عم بتنتظر نتيجة صمتكم ....


حياتي نغم
أهلا أختي الكبير ، يا مرحبا
بس والله يا عيني انو الخجل مش راح يحرك شي ، لازم تتحركوا ، كل الشعب المصري يثور ، مو من شان فلسطين ، لا من شان الانتخابات المزورة يلي عملها الحزب الحاكم
والله أتعجب من طول صبركم على كل هذا
متى ينتهي الصمت الذي تتحدث عنه شمس الحرية ..... لا أعلم ؟


شرفتوني جميعا بزيارتكم

حياتى نغم يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

حبيبتى ليس كل شعب مصر على وعى ويقظة مثل شعب غزة .
للأسف القليل يتظاهر ويعترض ويضرب ولا حياة لمن تنادى .
حكومتنا يا حبيبة لا تسمع ولا ترى ولا تتكلم .
وحسبنا الله ونعم الوكيل .

سجود يقول...

هذه هي المشكلة

والشاعر يقول
اذا الشعب يوما اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر

والشعب عندما ينام فالحاكم لا يُلام.

(ولما الواحد ما يدور على نفسه مش حيلاقي حد يدور عليه)


مع خالص احترامي