الاثنين، مارس 15، 2010

بقي أن يسرقوا أنفاسي ...




قبل أن أُولد _ كما قالت جدتي _ أنهم سرقوا بيتهم ، حقلهم ، وكل الماشية التي كانت ترعى فيها ، قالت أنهم قطعوا أشجار الزيتون وسرقوا الأفياء والتهموا الظلال


قالت أنهم سرقوا المدينة والمدينة المجاورة ، حتى سُرق الوطن كله ، لكنها تقول أنها بالكاد حصلت على مفتاح البيت قبل أن يسرقوه ويلقوه في النار الكبيرة .




بعد أن جئت إلى هذا الكون ، سرقوا هويتي الفلسطينية ، شهادة ميلادي كنت صهيونية ، لم يكتفوا بذلك ، سرقوا بسمة الأمل ، سرقوا فرحتي ، سرقوا حضن أبي الدافىء




نهبوا حلمي الذي بنيته حجرا حجرا ، بنيته كما يبني شاب عصامي بيته الجديد ، أحببته وعزمت أن أن أجعله يكبر معي كلما كبرت ، لكنه كبر قبلي ، أصبح الحلم يناطح السحاب ، فقتلوه وسرقوا قلادة الماس الثمينة من عنقه ، وتركوا دمه ينزف دموعا من عيني .




هم يكرهونني ، بعثوا صاروخا يسرق صديقي من مقعدنا الدراسي ، والكتب وقراطيس رسمت فلسطين عليها ، وعلم يحمله حنظلة .




سرقوا الأمانة التي عاش يبنيها مختار قريتنا العجوز في أبنائه ، حتى جندوا أكبرهم عميلا ، سرقوا قلبه ووضعوا بدلا منه جحيما .




حتى الزهور أخذوا رحيقها وتركوها ذابلة في قوارير غرفتي التي يطل شباكها على وطني .




مسجدنا الكبير المذكور في كتابنا السماوي ، أخذوه وقالوا هو معبدهم ، أخذوا رمل القدس ، آه كم أحن لأن أكحل عيني من تراب القدس .




بقيت وحدي في خيمتنا القديمة ، أغني عالأوف وميجنا ، نشدت الدلعونا والزلف ، وأرى الأطفال يتعلمون دبكتنا التي تذكرني دقات أرجلهم بالأرض ، تذكرني بوطننا ،


وكم حلمت وأنا أشاهدهم بذاك العرس الكبير الذي سيدبكون فيه عندما نعود إلى الوطن




ولكنهم الأوغاد سرقوها هي الأخرى


لبسوا الثوب الفلسطيني ،،،


غنوا عالأوف والميجنا ،،،


نحتوا الزيتون ،،،




ماذا تبقى .....؟؟


ماذا تبقى .....؟


هل أنفاس تنتهي مع الصباح


أم أنفاس تقاوم حتى الصباح










هناك 3 تعليقات:

بلال عادل رجب. يقول...

نعم حسبنا الله ونعم الوكيل فى اليهود واعوان اليهود

المجاهد الصغير يقول...

السلام عليكم
اللهم سدد خطاكم
نحن قادمون يا اقصى
نحن قادمون يا قدس
لا ولن تكونى يتيمه بين اخوانكى
لا ولن تكون وحيده بين اشقائك
حسبنا الله ونعم الوكيل على اليهود الصهاينه واعوانهم
نحن قادمون رغم كيد المعتدين والمتأمرين والخونه....

طير الغربة يقول...

مرثية أمتي...

"لملمت جرحك يا أبي

برموش أشعاري

فبكت عيون الناس

من حزني ... و من ناري

و غمست خبزي في التراب ...

وما التمست شهامة الجار!

وزرعت أزهاري

في تربة صماء عارية

بلا غيم... و أمطار

فترقرقت لما نذرت لها

جرحا بكى برموش أشعاري!

عفوا أبي!

قلبي موائدهم

و تمزقي... و تيتمي العاري!

ما حيلة الشعراء يا أبتي

غير الذي أورثت أقداري

إن يشرب البؤساء من قدحي

لن يسألوا

من أي كرم خمري الجاري !"


سيتنفس صباح النصر...
إذا كان دوام دولة الظلم ساعة..
فإن دام دولة الحق إلى قيام الساعة...
لم يتبقى شيء..
نحن في الربع الأخير....
..
..
..