
كتاب "أفراح الروح " للشهيد " سيد قطب" ..
الكتاب يحتوي على أربع عشرة خاطرة ، كتبها الشهيد قبل أن يعلو جسده الطاهر منصة الاعدام .
مناسبة الكتاب : أن عبد الناصر بعث له أخته "حميدة قطب" كي تضغط عليه ليدلي بشهادة محاولة إغتيال عبد الناصر -على حد زعمه --
فكان الرفض هو الرد ، حيث انه قال :" ان اصبع السبابة الذي يشهد لله بالوحدانية في الصلاة ، يأبى أن يكتب كلمة واحدة تقربه لحكم طاغية ، ان كنت مسجونا بحق ، فأنا أرتضي حكم الحق ، وان كنت مسجونا بباطل فأنا اكبر من أسترحم الباطل "
أحببت ان أضع ما أعجبني من تلك الخواطر التي أقرأها منذ عامين ، كل مرة أعيد قراءتها فأجد أنني لم أكن قد فهمتها جيدا في المرة السابقة .
يقول عن الموت في خاطرته الأولى :" إنني أنظر اللحظة فلا أراه إلا قوة ضئيلة حسيرة بجانب قوى الحياة الزاخرة الظافرة الغامرة ، وما يكاد يصنع شيئا إلا أن يلتقط الفتات الساقط من مائدة الحياة ليقتات ! "
ولكم باقة من االعبارات التي حملتها حملتها خواطره .
" عندما نعيش لذواتنا فحسب تبدو الحياة لنا قصيرة ضئيلة تبدأ من حيث بدأنا نعي ، وتنتهي بانتها عمرنا المحدود ،، أما عندنا نعيش لغيرنا (أي نعيش لفكرة )فان الحياة تبدو طويلة عميقة ، تبدأ من حيث بدأت الانسانية ، وتمتد بعد مفارقتنا لوجه هذه الأرض "
................
" ليست الحياة بعدد السنين لكنها بعدد المشاعر "
...............
"عندما نلمس الجانب الطيب في نفوس الناس ، نجد أن هناك خيراكثيرا ، قد لا تراه العيون من أول وهلة ،لقد جربت ذلك ... جربته مع الكثيرون ، حتة الذين يبدون في أول الأمر أنهم شريرون ، أو فقراء الشعور ،، شيئ من العطف على اخطائهم وحماقاتهم ، شيء من العناية اللامصطنعة ، ثم ينكشف لك نبع الخير في نفوسهم "
..............
"التجار وحدهم هم الذين يحرصون على العلاقات التجارية لبضائعهم كي لا يستغلها الآخرون ويسلبوهم من حقهم في الربح ، أما المفكرون وأصحاب العقائد ، فكل سعادتهم في ان يتقاسم الناس أفكارهم وعقائدهم ويؤمنوا بها "
...............
"من الصعب أن أتصور كيف يمكن أن نصل إلى غاية نبيلة باستخدام وسيلة خسيسية !؟ إن الغاية النبيلة لا تحيا إلا في قلب نبيل "
.............
أما الخاطرة الرابعة عشر والأخيرة ..
سيد قطب إلى حبل المشنقة

"لم أعد أفزع من الموت حتى لو جاء اللحظة ! لقد أخذت في هذه الحياة كثيرا ، أعني : لقد أعطيت ،.
احيانا تصعب التفرقة بين الأخذ والعطاء ، لأنهما يعطيان مدلولا واحدا في عالم الروح ، في كل مرة أعطيت لقد أخذت ، لست أعني أن احدا قد أعطى لي شيئا ، انما أعني أنني اخذت نفس الذي اعطيت ، لأن فرحتي بما اعطيت لم تكن أقل فرحة من الذين أخذوا .
لم اعد أفزع من الموت حتى لو جاء اللحظة ! ، لقد عملت بقد ما كنت مستطيعا ان اعمل ! هناك أشياء كثيرة أود ان اعملها لو مُدّ لي في الحياة ، ولكن الحسرة لن تاكل قلبي إن لم أستطع ، إنها لن تموت إذا كانت صالحة للبقاء .
لم أعد أفزع من الموت حتى لو جاء اللحظة ! ، لقد حاولت ان اكون خيّرا بقدر ما استطعت ، أما أخطائي فانا نادم عليها ، ، إني أَكِلُ أمرها الى الله ، وأرجو رحمته وعفوخ ، فأما عقابه فلست قلقا من أجله ، فأنا مطمئن إلى أنه عقاب حق وجزاء عدل ، ولقد تعودت أن احتمل تبعة أعمالي خيرا كانت أوشر .... فليس يسوءني أن ألقى جزاءما أخطأت يوم الحساب "
وبعدها ساقوه إلى حبل المشنقة وكأن "مطر" تكلم بلسانه فقال :" سيظل نعلي عاليا فوق الرؤوس إذا علا رأسي على عقد المشانق"
الشهيد سيد قطب هو البذرة الصالحة للشهيد "حسن البنا " ، نمت ونمت حتى أصبحت شجرة جذورها ضاربة في الأرض وفروعها في السماء .

إن الشعور بعظمة هذا الرجل ، يجعلنا تلقائيا نشعر بحقارة ودنو نفس ذلك الذي أصدر حكما عليه بالاعدام ..، أقسم أنني أكرهه
ظنّ كما ظنّ سابقه الذي قتل الامام البنا ، بأنه سيقضي على الفكرة بقضائه على الجسد ، الفكرة -كما قال الشهيد - تنمو إلى يوم القيامة ما دامت صالحة للبقاء . قطب أصبح مفكرا بعد أن قرأ من كتب البنا ، وكان البنا في وقتها شهيدا ، لأن الفكرة لا تموت بموت صاحبها ، لكن المغفلين لم يفموا هذا بعد !..
أفراح الروح _ معالم على الطريق _ في ظلال القرآن "المصغّر " _ في ظلال القرآن "6 أجزاء" _ التصوير الفني في القرآن الكريم _ مشاهد القيامة في القرآن _ المستقبل لهذا الدين .. هذه بعض عناوين كتب الشهيد ، كم أتمنى لو أنكم تستطيعون الحصول عليها ، ولكني أظنها ممنوعة من المكاتب العربية وخصوصا "معالم على الطريق "
أطلت عليكم ، ولكن كنت أود ان اكتب ولا أفرغ من الكتابة عن هذا الرجل ، ومن كلماته لكم ، لأنه بالفعل من الذين غيّروا وجه التاريخ ...
بامكانكم تحميل الكتيّب من هنا .. http://www.ibtesama.com/vb/showthread-t_31987.html
أو بالبحث عنه في جوجل
هناك 11 تعليقًا:
كلمات رائعة
من انسان عظيم
بجد انا استفدت كتير وان شاء الله انا ناوى اقرا الكتاب
جزاكم الله خيرا
"كم نمنح أنفسنا من الطمأنينة والراحة والسعادة ، حين نمنح الآخرين عطفنا وحبنا وثقتنا ، يوم تنمو في نفوسنا بذرة الحب والعطف والخير !."
الشهيد سيد قطب..رحمه الله
موضوع رائع وجميل..
لنأخذ منه العبر..
"بذرة الشر تهيج ، ولكن بذرة الخير ، تثمر ، إن الأولى ترتفع في الفضاء سريعا ولكن جذورها في التربة قريبة ، حتى لتحجب عن شجرة الخير النور والهواء ولكن شجرة الخير تظل في نموها البطيء ، لأن عمق جذورها في التربة يعوضها عن الدفء والهواء" …
الشهيد سيد قطب رحمه الله..
أنتظر "حكم الثقة"..
kh.J
رائع سيد قطب،،رحمه الله!
كل مايكتب عبارة عن زبدة تجربة عميقة في الحياة القاسية ولكنها الحلوة بالصبر على مايواجه الداعيةالمجاهد في سبيل الله،،
كل كلمة من كلماته تحتاج منا الوقوف طويلاً أمامها وقراءتها مرة ومرة ومرة حتى يستقر معناها في قلوبنا وعقولنا ونحفرها في نفوسنا فلا ننساها بل نستحضرها في مواقفنا ونعمل بها..
رحمه الله وألحقنا به شهداء اللهم آمين.
اتمنى مشاركتك فى لصالون الفكرى على مدونتى
-----
http://qalbfars.blogspot.com/
كان ومازال رغم رحيله انسان قوى
جزاك الله خيرا
نحن في حاجه الي رأيكم في مشاكل القراء علي مدونة "دقات قلب بعد الخمسين"
مرحبا يا صديقي! لمدة أسبوع لطيفة. كنت أحب هذا المكان.
نجاح باهر! شكرا لك! أردت دائما أن أكتب شيئا في موقعي من هذا القبيل. يمكن لي أن أعتبر جزءا من مشاركتك لبلدي بلوق؟
آه! أخيرا وجدت ما كنت أبحث عنه. احيانا يستغرق الكثير من الجهد للعثور على قطعة صغيرة مفيدة حتى للمعلومات.
ومن الواضح ان هناك الكثير لمعرفة ذلك. أعتقد أنك قدمت بعض النقاط الجيدة في ميزات أيضا. الاستمرار في العمل ، عملا عظيما!
إرسال تعليق