الخميس، يناير 05، 2012

غزة تُسامر حمص في ذكرى الحرب ..





يا حمص ..من يرثي الآخر في كانون الثاني هذا ..!


يا حمص ..إن نفذ آخر ما تبقى من شمع لديكِ ، فاجلسي في هذا الظلام أتلو عليكِ الوصايا العشر ، التي تبدأ ب (لا تستسلم) وتنتهي ب (لا تستسلم) وما بينهما من النهي عن الاستسلام ثمانية ..
لا تخافي إن بكى أطفالك جوعاً خلال حديثنا ، فالجوع لن يُميتهم ، إنه مزّق أحشاء أطفالي أول النهار فما إن جاء آخره حتى غدوا رجالاً.
ولا يُقلقكِ صراخ رجالك الذي تسمعين ،وإن كانت صرخات الحناجر الأخيرة ، كل ما في الأمر أن الأوغاد المغفلين اشتروا لهم الجنة ودفعوا الثمن دون تردد وهو  "الخلود في النار".
ولا تخافي على النساء من بعدهم ، إنهن لن يزنين ولن تأكل إحداهن بثدييها ، سيرزقهن الله صبراً يطعمنه لأطفال أزواجهن الشهداء او المعتقلين ،والصبر يا حمص وحده عبث ، سيلقنونهم أن للقصاص أربعة احرف تُكتب بالنار أو بالدماء ..


ها ان طمأنتك على أبنائك فتعالي أسامرك يا اختي في الإسلام وفي العروبة والشرف ..
ما أشبه يومك بأمسي ، فتعالي من تجربةٍ لم يندمل بعد جرحي منها ، أقرأ على رأسك آيات الرقية ،أرقيكِ من اجتماعات الجامعة العربية ، وأعيذك بالله من التدخلات الأجنبية ..
تعالي أحدثك - فأنا أكثر منك تجربة - كيف أن الشيطان وأتباعه طغوا في البلاد وأكثروا فيها الفساد ، والشيطان يا حمص نهايته مقززة على أيّ حال ، النار مثواه وبئس المصير ..
عدويّ يا أختي وعدوّك واحد ، وإن كان عدوّانا أعداء ، فكلاهما يحبون ان تشيع الفاحشة في الذين آمنوا ، وكلاهما يتبدلون الخبيث بالطيب ، ويفسدون في الأرض ، يذبحون الرجال ويستحيون النساء ، يستودعوهن السجون ، ويتركون الأطفال في البرد والجوع ، لينمو الثأر في نفوسهم مع كل ارتشافة بردٍ يرتشفونها .
وأما عن الشرف يا حمص ، فهذا الذي ينغص عليّ حياتي كلها ، الشرف يا حمص سبوه في السجون ولا بدّ أنهم انتهكوه ، دمعي دماً على النساء ،والفتيات اللاتي لم يمسسهن بشر ، ماذا حلّ بهن في  غرف تحت الأرض لا يدخلها عليهنّ إلا شياطين الإنس ..


آه يا حمص ...
تعالي اخبرك أن الشباب لن يكلّوا ، هم كذلك ، تغلي الدماء في عروقهم لا يبردها سقوط  الثلج على اجسادهم المُعرّاة وقت التعذيب ، وشبابكِ يا مدينة الإباء لا يرضون الذل ، سيقاومون حتى آخر رمق ، ولن تبخل امهاتهم  بهم عليكِ ، ولكن الحذر واجب ، إن كثر فيه الصالح فاحذري الطالح ، فالشياطين ستوحي لبعضهم  زخرف القول وستغريهم بعلبة سجائر آخر النهار ، قليل هم الذين سيستجيبون ، ويخونون أمانتهم ويصبحوا أعدائك ، فربما يقتل الجار منهم جاره أو يخطف الاخ اخيه ..


لا تستغربي يا عزيزتي ، العملاء لا بدّ منهم ، المنافقون أمر حتمي الوجود ، إنهم موجودون حتى في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ..


اسمعي يا عزيزتي ..لتلبس نساؤك الأبيض وهنّ يودعن رجالهن ، وليقيموا أفراحاً للشهداء لا بيوت عزاء ، ولتزغرد احداهنّ إذا وصلها ابنها شهيداً ..
الشمس يا حمص ما زالت تشرق كل صباح ، فلا تخافي الظلام
قفي منتصبة ،وابصقي في وجه رأس الظلم ، واخبريه أنكِ لم تعودي خائفة البتّة ، إنما أنتِ مؤمنة بزواله ، وتنتظرين ساعة الانهيار ..




أختكِ : غزة



هناك تعليقان (2):

حياتى نغم يقول...

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عندما تهم أجساد البلاد لتتخلص من سمومها وفسادها فلابد من أن تسيل الدموع والدماء وتكون الجراح والآلام .

الله مع سوريا واليمن وغزة ومصر وكل البلاد الاسلامية والعربية آمين .

دمتِ مبدعة وبارعة أخيتى .

hend anwar يقول...

ربنا معاهم واكيد معروف نهاية الظلم