الأحد، يناير 11، 2009

طالبة من وسط النار .....



الدراسة بشكل عام أمر صعب ، وخاصة عندما تدرس لإختبارات نهاية الفصل ؛ يكون لديك 12 مادة (كل واحدة اصعب من الأخرى )



وكل كتاب عبارة عن مجلد ، وعليك أن تستوعب هذا المجلد ، وأن تدرسه كله لأنك غدا ستمتحن بمحتواه ، حتى لو راجعت المادة قبل يوم الاختبار إلا أنك ستجد صعوبة في الدراسة ، هذا وأنت في الظروف العادية ، أقصد أنك في بلد عادي ، ولكن ما بالك لو درست مثلي ؟؟؟؟ تعال أقارن بيني وبينك


أنت تدرس على نور الضوء العادي القوي ، أما أنا فأدرس على نور الشمعة الخافت الذي يكاد يفقدني بصري .


أنت ربما تستمع لموسيقى هادئة أحياناً لتفرج عن نفسك أو لأناشيد محببة ، لكني أكاد أفقد سمعي كلما وقع صاروخ في منطقتي ، ذلك عدا قصف الزوارق البحرية ومدفعيات الدبابات ، ناهيك عن الأسوأ الذي لا يغيب وهو صوت ( الطائرة الزنانة ) الذي لا يفارق سمائي .


أنت قد تجلس وبجانبك كوبا كبيرا من النسكفي أو الشاي ؛ ليجعلك أكثر استيقاظاً وراحة وبجانبك مدفأة كي لا تشعر بالبرد يلتهم أطرافك ، أما أنا فلا أحتسي أي مشروب ساخن رغم حاجتي إليه والسبب هو أنه لا غاز في بيتي ، ولا أشعل المدفأة لأن الكهرباء نفذت من مدينتي العزيزة .


أنت تودعك أمك يوم الإختبار صباحاً كل ما ترجوه لك هو التوفيق والنجاح في الإختبار ، وتذهب لتقدم إختبارك في مدرستك الآمنة ، أما أمي فتودعني وكل ما تتمناه هو أن أرجع على أقدامي لا محمولا على الأكتاف مضرجاً بدمائي ، وأذهب إلى مدرستي التي يتهددها القصف في أي لحظة .


أعلمت أين أنا ؟؟؟ أنا داخل غزة ، وأنت خارج سور سجنها العربي الكبير .


وأعلمت كيف تزداد الدراسة صعوبة على صعوبتها ؟؟؟؟


ولكني ومن وسط النار ومن وسط الظلام ومن وسط المعاناة أعلن أنني أتحدى كل هذه المعيقات بسلاحي (ديني وعلمي ) وانني لن أموت ولن أستسلم وسأبقى في القمة لأن لي رب أتوكل عليه فيحميني ...........

هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

أعانكم الله على هالدراسة
ربنا يوفقكم