بدا سارح الذهن منشغل البال ...على ما يبدو أنه يتذكر ذلك اليوم ، يوم أن طعن "هيشما " الجندي الاسرائيلي الذي اعتدى على بيته،
نادوه رفاقه : سمير ...سمير ..سمير
لكنه لم يلتفت لهم ، يبدو أن صورة طفلته صاحبة السنوات الثلاثة استحوذت على ذهنه ، وبسمة زوجته حين كانت تلقاه ما زالت معلقة في باله ...
هُزّ باب الزنزانة على صوت وغد ، قطع على سمير سلسلة أفكاره ، التفت جميع السجناء الى نافذة الباب في انتظار السبب الذي قدم من أجله السجان . تحولت أنظارهم جميعا نحوها وحدقوا بصمت.
جال بنظره على السجناء ، ثم ضحك ضحكة مستهزئة ، جرى صداها في جو الزنزانة الهادئ ، وكان سمير هو من قدم السجان لاجله ...
سحبوه كالعادة الى غرفة التحقيق ...
وعاد سمير على غير عادة السجناء .....لم يكن فرِحا فحسب ، بل كان يكاد يطير فرحاً ، فقد اخبره السجان الانقر على غير عادته بخبر جيد.
اندفع سمير وأخبر أصدقائه بما لم يكن يصدقه عقل ...
حزم أمتعته ولم ينسَ أبدا صورة ابنته وأشياء كتبها في سجنه لها ، وسلسلة جميلة نقشها في سهره مع القمر طيلة كل الاعوام الماضية ، وكان ينتظر يوم خروجه ليهديها لغاليته .
ودّع جميع الأسرى بدموع ومشهد صعب ،داعيا لهم بالحرية ..
خرج من باب الزنزانة متوجها لادارة السجن يطير فرحا لا مشيا ، رأى من خلف الشباك ابنته وقد كبرت وزجته تنتظره ، يبدو أنهم أخبروها بموعد اطلاق سراحه مع أنه أحبّ أن يجعلها مفاجئة ولكن لا يهم طالما انه سيخرج ويلقاهم .
كان ينظر لهم من خلف النافذة الزجاجية ومكهرب الاسلاك ، فناداه الضابط مستهزئاً : أحزمت امتعتك ؟ أجاب بكل ثقة : نعم وانا مستعد للخروج .

فتّش حتى وصل الى السلسلة التي نقشها والقمر لابنته ، فرماها على الأرض وداسها
صرخ الاسير فيه : لماذا انها لابنتي
رد مستهزئا : ومتى ستلقاها يا احمق انك قتلت جندي يعني أنك لن تخرج من هنا الا بكفنك يا احمق
اصدقت ما قلناه لك ، عد الآن الى زنزاتك الابدية ....
ويرجع هو الى زنزانته منهارا ينظر الى زوجته وابنته خلف مكهرب الاسلاك ويمضي .........
_126 أسيرة بينهن منعزلة وقاصرة
_423 طفل بينهم 80 مريض
_1600 أسير مريض،550 منهم بحاجة لعمليات جراحية ،و16 أسير مريض بالسرطان .
_159 أسير استشهد منذ اوسلو.
_ اربعين نائبا ورئيس المجلس التشريعي أيضا أسرى .....
أصبح الوقت متأخرا من الليل أتمنى ألا ينغص موضوعي هذا على العرب سباتهم .
اليوم 17 /4 يوم الأسير الفلسطيني وما زالوا أسرانا خلف قضبان الحديد يقبعون........
أسرانا : سيبقى الدمع أحزانا لبعدكم
وهل للعين غير الدمع يدميها ؟
ويبقى القلب مشدودا لطرفكم
فعيش القلب دونكم غدا دوناً وتسفيها ....
وتناديك أمك يا أسير: من جوا الزنزانة سمعتك يا أمي تناديني يا مهجة فؤادي يما انت حبة عيني
قالولي انك عطشان جوعان يمّا وبردان قالوا عن صبر أيوب متل الفلسطيني ...متل الفلسطيني .
هاي دمي ياما وارسم هالاطفال الاجئين ...... من رفح حتى الناقورة لوّن فلسطين
وان جالك الخبر بالموت اوعى تعيش حزين ....هاي روحي مع روحك يمّا تكرم فلسطيني ...
تكرم فلسطيني ....
واسمع نداء طفلتك يا أسرنا :أبتي ...صبرا يهون الأذى ان يشرف الهدف
أنا في انتظارك حين تخرج نبدأ درب ثورتنا ونعتصف قواعد الظلم والطغيان والسفك
ويرد الأسير : سأرفع هامتي للشمس أستعلي ومن ظلم الزنازين
سأخرج في يدي المشعل لأرشد أمتي العزلاء ..أصنع للغد الآتي بطولات ومستقبل ........
الحرية للأسرى