الأحد، أغسطس 28، 2011

وَنَطَق ..






أشهد أن قلمي لم يكن يوماً عقيماً ، ولن يعقم – إلا أن يشاء ربي -  ولكنّي لا أدري –لحظّي أو لتعسي – أسقطت عليه الإنسانية حين انتزعها عن جلودهم كثير ممن خلقهم الله بشراً ، فباتوا يسيرون عراة ، فبعض القماش لا يستر عورة من خلع لباس التقوى.....، وليست الإنسانية ببعيد عن ما أمر به الذكر الحكيم أو نهى عنه ، بل لعلّهما يفضيان لمعنىً واحد .. فيتوقف على أعتاب صفحة بيضاء ، خَجِلاً  من ذلك الفراغ الذي اُعدّ له ، فيلقي كل أعذاره مُتكئاً على الحاشية ، يُوَسوَس له باتّباع طريق كثيرٍ من الأقلام التي أُضلّت فَغَوَت ، وانتفشت فَعَلَت ، ولكنه انتفاش الورم ...، أو يقولون :" لعمرك إنك هرمت والاستقالة حقٌّ لك " ، يستعيذ قلمي من شر كل وسواس خناس ، ويمسح على رأسه الذي اشتعل شيباَ مُتَمْتِمَاً ببعض الكلمات ، ربّما كان يرقي نفسه ...
صمت قلمي إما مدهوشاً أو مُحتَجّاً أو حزيناً ، برغم قربي الشديد منه إلا أنه آثر بأن يحتفظ بالسبب لنفسه ..
صمت قلمي ولكن الضمير فيه أبداً لم يمت ، فكل الصور التي تَرتسم أمام عينيه تستنطقه ، كل الأصوات التي تصل إلى أذنيه تستنهضه ،
يا إلــــهي ...! ، جُلُّ الذين ابتلاهم  الله – عز وجل -  بألّا ينطقوا ، رحمهم بأن جعلهم لا يسمعون ، فأيّ مصابٍ جَلَل أصبت به يا قلمي ..
إنّه – بشموخه – يترجل في هذه التدوينة عن مقعده في الحاشية ويرمي عكازه جانباً ، يربط العصبة على رأسه نازلاً لأسطر الصفحة المتراصة المنتظرة نطقه ، مستحضراً نيّة الجهاد ، بل ومقسماً على أن يقول الحق ، ولا شيء سوى الحق ، مُرتدياً إنسانيته ؛ كي لا يكون جائراً.
سيحدثكم قلمي رافعاَ رأسَه بأناس ٍ لم يسمع عنهم إلا خبراً فاحترمهم ونطق لأجلهم ، بل لأجل  الحق .

يُخَيّل إليه ذاك المشهد ، كانوا يومها يلبسون زيهم العسكري ، شامخي الرؤوس ، واضعي أيديهم على كتابٍ أصبح في زمننا للتبريكات والقسم ،  يقسمون الولاء لله وللوطن وللشعب ....، كثيرون غيرهم كانوا معهم ،أقسموا نفس كلمات القسم ، ولكن فيما بعد افترقت بقلوبهم السبل رغم اجتماع أجسادهم على ظهر دبابة واحدة ..!

ويَمُرّ أمام عينيه  شريطٌ من صورٍ لحياتهم ،هو لم يشهدها بل  رسمها في مخيلته ، ويمُرّ إلى أنا يصطدم قطار صورهم بالصورة الأخيرة ....
سيقف  قلمي في منتصف الصفحة على السطر الأوسط ، ليشاهد .. طُلب منهم أن يمشوا بين الناس عُراةً ، طُلب منهم أن يخلعوا لباس التقوى أو الإنسانية  - واتفقنا أنهما يفضيان لمعنى واحد - ، طُلب منهم أن يخونوا القسم ، الدين ،الوطن ،الشعب ...، " قف أيها الجندي بلباسك العسكري واحمل علم قومك بأيّ لونٍ تلوّن ، وامتشق بندقيتك و – كَرَجُل -  صَوّبها نحو أمك وأبيك ، نحو صاحبتك وبنيك ، وعشيرتك التي تؤويك ، ومن في الأرض جميعا إن كانوا لسيدك مخالفين ، بل صَوّبها نحو ضميرك واقضِ على أيّ نبضٍ حيٍّ فيه ، اجعله جماداً بل ادنى ..
ضع أصبعك – الذي يشهد لله بالوحدانية – على الزناد ، واضغط على قلبك بنعليك المُتّسِخَيْن وأَخْمِد كلّ الزفرات والشهقات ، اضغط على الزناد وانظر في عينيّ ضحيتك ، ممنوع يا هذا أن تُطأطأ رأسك أو تزوغ ببصرك ،لا تفعل الذنب على استحياء ، بل كُن وقحاً بقدر ما تستطيع ..
قلمي ، رغم الألم ينتصب ويمشي مُفتخراً إلى الأسطر المتبقية  ليكتب الآتي .."إنهم يُلقون بنادقهم ، قال : أفعلتم قبل أن آذن لكم ؟! ، أعطوه ظهرهم ومشوا ، ناداهم : لأحرقنكم ولأصعقنكم كما فعلت بالذين عصَوا من قبلكم ، التفتوا إليه : افعل ما بدا لك إن ربنا وعدنا وعد الحق وأنت وعدتنا وعد الباطل ، يصرخ: إنها لشياطينكم التي أوحت لكم بالثورة ، إن عُدّتُم واستغفرتم فسأغفر لكم ، قالوا : بل ستكون من المقتولين ... وبغضبٍ يتقَطّر من جبينه أصدر أمره لزبانيته أن اربطوهم و بالرصاص ارموهم ، لا تدفنوهم بل علّقوهم هناك ليكونوا عِبرةً لكلّ من فكّر بأن يرًدّ أمري هنا ....


إهداء إلى أرواح الجنود السوريين الذين أعدمهم بشار لأنهم رفضوا اطلاق النار على المتظاهرين 




الاثنين، أغسطس 08، 2011

جني الثمار

شيء ما يجذبني بعيدا عن  كتابة تدوينة جديدة ، كلما هممت أن أكتب واحدة ، أجد في نفسي شيئا يردني عن ذلك ، ومصارحة مع نفسي أولاً ثم معكم ، أنني لا أدري ما هو منبع هذا الشيء.. ، كنت قد كتبت تدوينة بعنوان "عن عامٍ مضى " ولكنني لم أنشرها ، لا أدري لماذا ....!
ومنذ  يوم نتائج الثانوية العامة (24/7) كنت فتحت تدوينة جديدة كتبت عنوانها "جني الثمار " ثم أغلقت صفحة الانترنت دون اكتراث ، كنت أريد أن أخبركم وقتها  عن نتيجتي التي لم أُسَرُّ لها كثيراً ، ولكني حمدت الله عليها ، فالمستويات هذا العام متدنية جداً لسبب ذكرته في التدوينة السابقة ..
كانت نتيجتي 93% .... الحمد لله ، تمنيت الامتياز وحصلت عليه رغم أنني كنت أطمح لأكثر من ذلك ...

أعدكم بأن اكتب كثيراً ، فأنا جائعة للكتابة ، أريد أن أكتب ولكن ....