كم تدفع ثمناً لتعود بكسرة خبزٍ مغمسة بالدماء لأطفالك
كم تدفع كي لا ترجع إلا محمولاً ، وعلى نعشك مكتوب " رسالة إلى أطفال هذا الإرهابي من جاركم الجندي المصري "...
هل تملك أغلى من روحك ، كي تدفعها ثمناً لحليب الأطفال ..
هل تملك أغلى من دمك كي تجعله شاهدا على جدران الأنفاق
..................................
قد لا تملك إلا دمعة ، أو لا تملك شيئاً
قد يدغدغ حنجرتك صوتا يريد أن يجهش بالبكاء ، لكنك تحبسه رغماً عنه
"علامَـ تبكي ..؟"
هذا إرهاب يا رجل
ستسجننا الأمم المتحدة إن أعلنا يوما أن قلوبنا رقّت من أجل "المفسدين في الأرض"
هم أولا .. يخترقون حدود الدولة العظمى المجاورة
وثانيا.. يفسدون الجغرافيا الطبيعية للتضاريس بالحفر
وثالثا .. هم شاذون عن جمهور الــ "نعم " ويقولون "لا "
هم يغيرون كل رموز البشرية ، هم يعيشون لغيرهم ويموتون لغيرهم ، لا لأنفسهم ..
منهم من قطع من لحمه ليقتات الآخرون
منهم من بذل شبابه باحثا عن الخيوط التي ينسج بها فستان عروسه
منهم من ودّع مقعده الدراسي كي يقود أسرة بأكملها
منهم من نسج من خيوط دمه فستان ابنته العروس
كما علمتني غزة ..
علمتني دوماً أن أشكر الآخرين
فلا بدّ من كلمة شكر أوجهها إليك أيها القزم
بالرغم من أنني أكبر وأعظم من أن أتنازل وأوجه كلمات مني لك
لكن علمتني غزة أن أتواضع حتى للأقزام
شكرا يا من أضعت وطني يومَ حملت خوذتك وبندقيتك وجلست في مقهى تستمع ل " الحفلة الراقصة " ليلة حرب ال67
شكراً يا من حرست عدوي وعدوك في أرضك أنت
شكرا يا من تبني جدارا يحجب حتى الشمس
شكرا يا من تفتح أنابيب الغاز في وجه إخوتي الذين يموتون كي يعودوا بلقمة علاها الغبار لإخوتي الجوعى .
شكرا يا من تغرق شرايين الحياة التي مددناها بيننا وبينكم بالماء ، فيعودوا شبابنا غرقى ..
شكرا يا من تلاحقون من عجزت اسرائيل على النيل منهم ، وتعذبوهم في زنازينكم السوداء
الشكر موصول لك أيها العظيم ... يا أيها الجندي المصري
** عندما يعود أخي وفي قلبه رصاصة اسرائيلية ، أهون بكثير من أن تكون الرصاصة مصرية
أستذكر الآن قول نزار قباني :
" ما الذي تخشاه اسرائيل من بعض العرب بعدما صاروا يهودا ..."